لندن – «القدس العربي» – وكالات: تصاعدت حدة التصريحات الدولية، أمس الثلاثاء، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، عقب الهجوم الكيميائي الذي استهدف دوما قرب دمشق، تمهيداً لما يبدو ضربات عسكرية ضد دمشق.
قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب قرر إلغاء أول رحلة رسمية كان من المقرر أن يقوم بها لأمريكا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
وكان من المقرر أن يسافر ترامب إلى ليما في بيرو يوم الجمعة لحضور قمة الأمريكتين ثم إلى بوجوتا في كولومبيا. وكان من المتوقع أن تتسم الرحلة بالتوتر نتيجة لاستهزاء ترامب المتكرر بالمنطقة بسبب الهجرة والمخدرات والتجارة.
وتغيرت خططه للسفر بعد هجوم يوم السبت على بلدة دوما السورية الذي قتل فيه 60 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من ألف. وتوعد ترامب باتخاذ قرار سريع للرد على ما وصفه بأنه «فظائع».
وقالت سارة ساندرز، المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض في بيان «بناء على طلب الرئيس سيسافر نائبه بدلا منه. سيبقى الرئيس في الولايات المتحدة لتوجيه رد الفعل الأمريكي إزاء سوريا ومتابع ة التطورات حول العالم».
وفي العام الماضي قصفت واشنطن قاعدة جوية تابع ة للنظام السوري، بعد هجوم بأسلحة كيميائية. ولم يتضح بعد القرار الذي سيتخذه ترامب للرد على الهجوم الأخير. ونفت سوريا وروسيا، حدوث هجوم بسلاح كيميائي واقترحتا تفتيشا دوليا.
رئاسة الوزراء البريطانية قالت إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي اتفقت مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن العالم يجب أن يرد على الهجوم دوما.
واتفقت ماي التي أجرت اتصالين منفصلين مع الرئيسين الأمريكي والفرنسي على أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا «مستهجن تماما» وإذا تأكد ذلك فإنه يمثل دلالة أخرى على الوحشية المروعة التي يبديها نظام بشار الأسد.
وقالت متحدثة باسم مكتب ماي بعد الاتصالين الهاتفيين «اتفقوا على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحظر العالمي لاستخدام الأسلحة الكيميائية».
كذلك، بينت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردونت إن الحكومة البريطانية تبحث التدخل العسكري مع حلفائها في سوريا ردا على الهجوم.
وعند سؤالها هل تدعم بلادها التدخل العسكري قالت إنها «قضية محل دراسة في الوقت الراهن وهي أمر تنظر فيه حكومة المملكة المتحدة وتناقشه وبكل وضوح نبحث ذلك حاليا مع شركائنا الدوليين»
وقالت «هذه الوحشية غير مقبولة، وبصرف النصر عما قد نقوم به لمحاسبة المسؤولين عن ذلك في المستقبل، فإن ما يشغلني بشكل أساسي هو ألا تتكرر هذه الفظائع المروعة، وأن نفعل كل شيء في استطاعتنا لحماية الرجال والنساء والأطفال المستهدفين».
«تحصينات وتحضيرات»
في السياق، أوضح رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أن حلفاء النظام السوري يتحملون «مسؤولية خاصة» عن هجوم دوما.
وقال فيليب متحدثا في الجمعية الوطنية إن «حلفاء النظام يتحملون مسؤولية خاصة في هذه المجزرة» كما في «خرق الهدنة» التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، متوعدا ب»الرد على استخدام مثل هذه الأسلحة».
وتحسباً للرد على الهجوم، تواصل قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية استنفارها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد أن الا ستنفار بدأ منذ منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، على أن يستمر لمدة 72 ساعة، وذلك في استعدادت لقوات النظام، تحسباً لضربات محتملة قد تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، ضد قوات النظام على الأراضي السورية».
وأشار إلى «أوامر وصلت من قيادة النظام عبر برقيات، بوجوب تنفيذ استنفار كامل وفوري يستمر لـ 72 ساعة، ضمن كامل القواعد العسكرية والمطارات في العاصمة دمشق ومحافظات ريف دمشق والسويداء وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية ودير الزور».
وبين أن «الأوامر التي أطلقتها قوات النظام لقواتها، تزامنت مع تعليمات وصلت إلى حلفائها من الجنسيات غير السورية، بالاستنفار تحسباً للضربات ذاتها، التي ينوي التحالف الثلاثي تنفيذها داخل الأراضي السورية، حيث شهدت مواقع حلفاء النظام إنشاء تحصينات وتحضيرات للوقاية من هذه الضربات، التي من المحتمل أن يجري تنفيذها في أي لحظة».
في الموازاة، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنها قررت إرسال بعثة تقصي حقائق إلى دوما.
وذكر بيان صادر عن المنظمة نشر في موقعها على الانترنت، أن «سكرتارية المنظمة قدمت طلبًا للجمهورية العربية السورية للقيام بالتحضيرات اللازمة قبل وصول البعثة». وأضاف أن طلب المنظمة تزامن مع طلب آخر من سوريا وروسيا للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما.
وأوضح أن فريق البعثة يستعد للتوجه إلى سوريا قريبًا، دون ذكر موعد محدد.
النظام يمنع المساعدات
إلى ذلك، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن النظام السوري لم يسمح بدخول المساعدات الإغاثية إلى مدينة دوما.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أعرب المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، عن قلقه إزاء بقاء عشرات الآلاف من المدنيين رهن الحصار في دوما. وأشار إلى أن المفوضية تتوقع مغادرة نحو 133 ألف شخص منطقة الغوطة الشرقية خلال الشهر الأخير، بينهم نحو 45 ألف شخص يتواجدون في مراكز إيواء جماعية بريف دمشق.
وأوضح أن بعض منظمات المجتمع المدني تبذل جهودا لتحسين الأوضاع الإنسانية في مراكز الإيواء الجماعية المذكورة. وأكد أن النظام السوري لم يسمح للمفوضية بإدخال مساعدات إغاثية إلى دوما.
وفي 19 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت قوات النظام السوري وداعميه عملية عسكرية كبيرة بدعم جوي روسي تهدف إلى السيطرة على منطقة الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق.
ومنذ التاريخ المذكور، قتل أكثر من ألف مدني جراء هجمات النظام وداعميه جوا وبرا على الغوطة الشرقية التي يقطنها 400 ألف مدني، حسب معلومات من الدفاع المدني «الخوذ البيضاء».
وأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع، في 24 فبراير الماضي، بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، ورفع الحصار، غير أن النظام لم يلتزم بالقرار.
وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا، في 26 من الشهر نفسه، «هدنة إنسانية» في الغوطة الشرقية، تمتد 5 ساعات يومياً فقط، وهو ما لم يتم تطبيقه بالفعل مع استمرار القصف على الغوطة.
والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق «خفض التوتر»، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة في 2017.
وفي 22 آذار/ مارس الماضي، توصلت روسيا مع فصائل المعارضة التي تسيطر على الغوطة الشرقية، لاتفاق يقضي بإجلاء عناصر الفصائل والمدنيين من المنطقة.
والسبت الماضي، قتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب مئات، جراء هجوم كيميائي للنظام السوري على دوما، آخر منطقة تخضع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسب مصدر طبي.
واشنطن ولندن وباريس تتفق على ضرروة الرد على هجوم دوما الكيميائي… والنظام السوري يُستَنفَر
ترامب ألغى زيارته لأمريكا اللاتينية… ومفتشون دوليون يزورون سوريا قريباً
– تستطيع متابعة ممتعة مصدر الخبر الاصلي واشنطن ولندن وباريس تتفق على ضرروة الرد على هجوم دوما الكيميائي… والنظام السوري يُستَنفَر من التابع التالي
المصدر :القدس العربي

– تقع المسؤولية على الناشر الاصلي للخبر ويقر موقع شوت كورة انه ليس عليه المسؤولية الكاملة عن محتوى الخبر .